حملة شعبية للتحذير من استمرار تجنيد مليشيا الحوثي للأطفال
انطلقت مساء اليوم الأحد حملة شعبية واسعة للتحذير من خطر استمرار المليشيات الحوثية بتجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات الموت مستغلة الفقر والجوع والجهل لدى معظم القبائل اليمنية.
وشارك في الحملة التي انطلقت تحت هاشتاج #الحوثي_ينتهك_الطفوله #الحوثي_يجند_الاطفال في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع “تويتر” عدد من الكتاب والإعلاميين والناشطين اليمنيين من مختلف المدن اليمنية والمقيمون خارج اليمن.
وقال الصحفي حسن غالب في تغريدة له على تويتر بأن الحركة الحوثية تتطلع لجعل جيل المستقبل جيلاً أمياً بالمعنى الحرفي للكلمة، وتطمع لأن تقطع كلياً علاقة أبناء اليمنيين بالحياة المعاصرة.
مضيفاً “إنها ترى في مجتمع الإمامة المتخلف والمتشبع بأفكار العنف والتطرف المجتمع المثالي. ذلك المجتمع الذي يرى الإمام هو الناطق باسم الله. يريدون ألا يرى الناس سوى عبدالملك الحوثي وسلالته كسلالة ذات امتداد ديني ترى أن الإله جل شأنه فوضها لحكم اليمنيين وإهانتهم. فماذا أنتم فاعلون يا نخبة اليمن؟!
المحلل السياسي مانع المطري قال إن الحوثيون يعملون على إيجاد الأرضية المناسبة لاستدامة الحرب والصراع من خلال تغيير ثقافة وفكر المجتمع اليمني المتصالح والمتعايش بتكريس منهج فكري متطرف يرى في الموت وسيلة للخلاص ولهذا تركز على تجنيد الأطفال.
وأضاف معلقاً على مقطع فيديو يُظهر تجنيد الحوثيين للأطفال.
“هكذا وبخطاب شعبوي متطرف يتم اختطاف عقول الأطفال وتغذيتها بمادة فكرية إرهابية لتحولهم إلى ماكينة قتل فقط لتحقيق أهداف الميليشا الحوثية العنصرية.
من جانبه أشار الصحفي محمد الصالحي بأن الحوثيون يستخدمون ما يسمونه المخيمات الصيفية لنشر أيديولوجيتهم الدينية وتجنيد الأطفال للقتال وحشو أدمغتهم بثقافة الكراهية والطائفية والموت.
موضحاً بأن مليشيا الحوثي تعتمد في استقطابها لأطفال المدارس على الإغراء بالمال، وتقديم المساعدات الغذائية، ومنح الرُّتَب العسكرية، أو التجنيد القَسْري؛ بواسطة الاختطاف والتهديد.
مضيفاً بأن منع الحوثيين الأطفال من الالتحاق بالمدارس، وإلحاقهم بصفوف القتال، بات كابوسًا مقلقًا يهدِّد حاضرَ اليمن ومستقبله.
وكتب الخبير العسكري يحيى أبو حاتم في حسابه على تويتر بأن كل الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الحوثي تعتمد في حروبها على الأطفال لذلك سعت إلى تجنيدهم منذ الوهلة الأولى لقيام الجماعة، واستطاعت أن تحول الأطفال إلى وقود لحروبها وأداة قتل ودمار، منتهكة كل الأعراف والقوانين الدولية وحقوق الطفل. وأضاف بأن الميليشيا الحوثية حولت المدارس إلى معسكرات، والجامعات إلى مراكز للأفكار المتطرفة والهدامة، واستغلت التعليم لتغذية أفكارها الطائفية والعنصرية، وكان وقودها الأطفال.
وشارك الكاتب والمحلل السياسي عبد الله اسماعيل في الحملة الشعبية التي انطلقت على “تويتر” حيث قال: تجنيد الأطفال جريمة يجمع العالم والقانون والاتفاقات الدولية على تجريمها وملاحقة مرتكبيها، وتصر ميليشيا الإرهاب الحوثية وداعش على التأصيل لها، وعلى تقديم الأطفال وقود لمعاركهما العبثية، وجه آخر للتطابق بينهما.
ودعا الكاتب إلى حماية الأطفال من التلوث الفكري حيث كتب:
احموا أبنائكم من التلوث الفكري وزراعة الأحقاد. أبناؤكم أمانة في أعناقكم، لا تسلموها لتجريف الحوثي وسموم السلالة والتحول إلى ضحايا الحقد والكراهية والعنصرية.
مستشار وزير الإعلام فهد الشرفي قال في منشور له بأن دراسة ميدانية يمنية خلصت إلى أن تجنيد الأطفال في صفوف الحوثيين يصل إلى ما نسبته 50% من مقاتليها وهذه نسبة مخيفة، وقد يكون الواقع تجاوزها، وحماية أطفال اليمن من التجنيد الحوثي يحتاج تحرك إقليمي وأممي فاعل.
وذكر حساب اليمن الآن على تويتر إن ما يتعرض له ملايين الأطفال بمناطق سيطرة الحوثي من عمليات “مسح” لهويتهم الوطنية والعربية، وتفخيخ عقولهم بالأفكار الظلامية المتطرفة المستوردة من طهران، هي أحد أخطر إفرازات الحرب، التي ستترك آثارها الكارثية على حاضر ومستقبل اليمن.
نادية عبدالله وكيل وزارة الشباب والرياضة قال أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، افتتحت المليشيات الحوثية 52 معسكرًا تدريبيًّا لآلاف الأطفال والمراهقين في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها مثل صنعاء وذمار وحجة وصعدة، وقد تم استهداف الأطفال من عمر عشر سنوات على وجه التحديد.
وذكرت لجنة الخبراء لوكالة اسوشيتد برس بأنه يتم أخذ الأطفال أولاً إلى المراكز لمدة شهر أو أكثر من الدورات الدينية. هناك، قيل لهم إنهم ينضمون إلى الجهاد ضد اليهود والمسيحيين والدول العربية التي استسلمت للنفوذ الغربي. ووجد الخبراء أن أطفالاً في سن ال 7 يتعلمون تنظيف الأسلحة وكيفية تفادي الصواريخ.
كما ذكرت أن الحوثيون استخدموا ما يسمونه المخيمات الصيفية التي تقام في المدارس والمساجد كمعسكرات لنشر أيدولوجيتهم الدينية وتجنيد الأطفال للقتال ضد خصومهم.
تجدر الإشارة إلى أنه قتل 1406 أطفال زجّ بهم الحوثيون في ساحات المعارك خلال عام 2020، و562 طفلاً بين يناير (كانون الثاني) ومايو (أيار) عام 2021، تتراوح اعمارهم بين 10 و17 سنة.
كما تضرر أكثر من 6 ملايين طفل بشكل مباشر جراء الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية منذ انقلابها.