المملكة العربية السعودية تعزز مكانة الثقافة الموسيقية في اليوم العالمي للموسيقى
واس/ محمد العواجي
يصادف اليوم العالمي للموسيقى الـ 21 يونيو من كل عام؛ والذي احتفي به ولأول مرة في فرنسا بعزف مقطوعات حية مجانية في الشوارع والمتاجر والطرق المؤدية إلى قمم الجبال.
كان ذلك يوم 21 يونيو 1982م؛ في حين تسعى المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الثقافة عبر هيئة الموسيقى لتعزيز مكانة الثقافة الموسيقية؛ وبناء جسور التواصل مع ثقافات العالم المختلفة؛ إدراكاً منها بأهميتها.
وتعمل هيئة الموسيقى على تنظيم وتطوير هذا القطاع والنهوض به للوصول إلى مستويات عالمية؛ عاكسة التنوع الثقافي للمملكة والاستفادة من المواهب والخبرات الوطنية لاستدامة هذا القطاع؛ بهدف تطوير الهوية الثقافية الموسيقية للمملكة ونشرها إقليمياً وعالمياً، كما تدعم الموسيقى في المملكة باعتبارها فناً وثقافة وعلماً وترفيهاً من خلال تعزيز وتحسين خمس ركائز؛ وهي التعليم الموسيقى، والإنتاج الموسيقي، وتقديم العروض الموسيقية، والدعم والترويج، وتوفير نظام التراخيص؛ وذلك انطلاقاً من رؤيتها المتمثلة في التطلع لمستقبل يفتخر فيه بالتراث الموسيقي السعودي؛ باعتباره فناً وثقافة وعلماً وترفيهاً، وحتى تصبح الموسيقى وسيلة للاعتزاز بالوطن والثقافة والتراث على الصعيدين المحلي والعالمي.
وأعلنت هيئة الموسيقى اليوم عن فتح باب التسجيل في المراكز السعودية للموسيقى، والتي تعد مبادرة نوعية هي الأولى من نوعها في المملكة، وتوفر تعليماً وتدريباً عالي المستوى للموسيقى بمختلف تخصصاتها.
وتبنت وزارة الثقافة جملة من المبادرات للرقي بهذا القطاع منها إطلاق برنامج التدريب الافتراضي لصناعة الموسيقى “صنعة” انطلاقاً من دورها في تطوير قطاع الموسيقى وتشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات، وإيمانها بأن الموهوبين هم حجر الأساس للنهوض بالقطاع عبر إحداث نقلة نوعية لتعزيز المحتوى الموسيقي الوطني على الصعيدين المحلي والعالمي.
وقد نجح البرنامج في تنمية مهارات المهتمين والمحترفين في مجال الموسيقى من خلال مثل هذه البرامج التدريبية الفريدة من نوعها، والتي تم تقديمها من قبل خبراء بالتعاون مع أهم الجامعات والمؤسسات العلمية حول العالم في هذا المجال؛ حيث تضمن البرنامج ثلاثة مجالات رئيسية هي: مجالات تنسيق الموسيقى، وإدارة أعمال الفنانين، وإدارة الاستديوهات وهندسة الصوت.
وإيماناً بأهمية الموسيقى، ودورها في تشكيل ثقافة الشعوب ونشرها؛ فقد أنشأت وزارة الثقافة الفرقة الوطنية للموسيقى والتي تهدف إلى تشكيل فرقة موسيقية وطنية احترافية، تتمتع بمهارات عالية، للعزف خلف أشهر الفنانين السعوديين والعرب في المحافل رفيعة المستوى.
وفي سياق حفظ الفلكلور الشعبي، باعتباره مكمناً للألوان والألحان الموسيقية التقليدية، نظمت وزارة الثقافة مسابقة للفلكلور الشعبي وذلك بهدف إحياء الفلكلور الشعبي والحفاظ على الفنون الشعبية؛ كمبادرة رائدة، من خلال مشاركة وتدوين المجتمع للفلكلور عبر المسارات الثلاث: الرقص الشعبي، والموسيقى الشعبية، والحكايات والأساطير الشعبية.
يذكر أن هيئة الموسيقى تأسست في فبراير 2020مـ. بناءً على قرار مجلس الوزراء رقم ٤١٤، ويتركز دورها في إنشاء البنية التحتية للثقافة الموسيقية في المملكة التي ستساهم في تمكين الجميع من الحصول على فرصة تعلم الموسيقى، إلى جانب عملها على اكتشاف وتنمية وتمكين المواهب الموسيقية، والسعي إلى نشر الوعي بثقافة الموسيقى في المجتمع، وتأسيس قطاع يساهم في الاقتصاد المحلي؛ وذلك من خلال خلق فرص عمل لكلا الجنسين، وإنتاج وحوكمة العروض الحية الثقافية، والتسجيلات الموسيقية ومراكز تعليم الموسيقى للهواة، وإحياء وتوثيق عروض الفلكلور والموسيقى السعودية لتنمية الحس الوطني والاجتماعي.