كلٌ ميسرٌ لما خُلق له.. هذه العبارة ضاعفت من مساحة الطمأنينة لدي.. لذلك كان الله معنا حين قررنا أن نعيد بناء الصرح الصحفي الأول في عدن.. مؤسسة وصحيفة 14 أكتوبر.
أما السؤال الذي وجهته إلى نفسي وحظيت بإجابة شافية له فكان: هل تستحق صحيفة 14 أكتوبر كل هذه المعاناة؟
إن المؤسسة والصحيفة لم يعد فيهما مكان لطعنات جديدة.. لهذا كان من المهم أن نلملم الجراح إذا أردنا صُنع غدٍ جديدٍ لهذه المؤسسة والصحيفة العريقة والمرموقة المكانة والتاريخ المشهود لها. لذلك قررنا أن كل خطوة نخطوها نحو استعادة وتواصل مجد الصحيفة والمؤسسة هي بالفعل خطوة بالاتجاه الصحيح لصناعة حاضرٍ ومستقبلٍ جديدٍ لإعادة الألق لهذه المؤسسة / الصحيفة العريقة، واستعادة ثقة القارئ.
اليوم نجدد العهد للقيادة السياسية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي بقيادة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي وأعضاء المجلس.. والحكومة بقيادة الدكتور معين سعيد عبدالملك.. وللشعب اليمني الصبور والبطل.. أن عهداً جديداً من العطاء والجهد المثمر لإنتاج الكلمة المسؤولة والمعاني النبيلة لخدمة الوطن والمواطن قد دارت عجلته بالفعل.
وإن قضايا المجتمع ستكون محل اهتمامنا وفي مقدمتها استعادة الدولة، وتثبيت الأمن والاستقرار والسعي لتوفير حياةٍ كريمةٍ للمواطن، والسلام الشامل والعادل المستند على المرجعيات الثلاث، وقرارات مجلس الأمن، والقرارات الأممية ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار رقم 2216، والقضايا الاقتصادية والاجتماعية والـمنية والثقافية، وغيرها من القضايا الوطنية التي تهم الوطن وتشغل المواطن، ستكون همنا الأول ومحل تفكيرنا وتناولنا الدائم.
من نهر العطاء والجهد المتجدد من خبرات وتجارب الكوادر الصحفية والمؤسسية ومن قدرات الشباب وتطورهم وعنفوانهم نحو التألق والإبداع والتميز سنحاول تشخيص الواقع واستشراف المستقبل.
إننا نثق في قدرات قيادة وكوادر هذه المؤسسة والصحيفة العريقة، وحرصهم على استعادة التاريخ المجيد لصحيفة 14 أكتوبر، والقيام بهذه المهمة التاريخية رغم علمنا بأنها مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة.
ونحن على أعتاب مرحلةٍ جديدةٍ تتطلب جهدٍ استثنائي يضع نصب عينيه أهمية الكلمة في توحيد الصفوف، وحشد الطاقات نحو معركة البناء، وفي القلب من ذلك معركة استعادة الدولة، واسقاط الانقلاب الذي قامت به مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، ونتذكر كيف بدأت هذه المليشيا الإجرامية بتجريف الحقل الإعلامي، وقطعت أرزاق العاملين فيه، ونهبت المؤسسات الإعلامية، وكممت الأفواه، وألحقت الأذى بالوسط الصحفي قتلاً واعتقالاً وتنكيلاً ولا تزال حتى اللحظة تعتبر الكلمة الحرة أشد خطراً من الرصاصة.
التواصل والاستمرارية في العطاء المهني هو المجد الأول لقانون العمل الصحفي الناجح.. وعليه لن تتكرر مأساة الماضي طالما وجدنا لفعل الخير للناس والوطن.
ومن المهم هنا الإشادة بجهود إخواننا وأهلنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الذين بذلوا الغالي والنفيس في دعم الشرعية، وامتزجت دماءهم بدماء أشقائهم اليمنيين في معركة استعادة اليمن لحضنه العروبي وقطع مخالب إيران، كما نثمن بشكل خاص الرعاية والدعم الذي قدمه الأشقاء في المملكة العربية السعودية في شتى المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية والانسانية، وفي شتى المجالات، وأخص بالذكر وزارة الإعلام التي كان لها دور كبير في دعم وسائل الإعلام الرسمية منذ الانقلاب إيمانًا منهم بأهمية ومحورية الإعلام.
الشكر موصول لكل من ساهم بكتابه مواضيع ذات قيمة إنسانية ولكل من ساهم أيضاً في استعادة دور ومكانة هذه المؤسسة العريقة وصحيفتها الغراء.
والتحية لأولئك الجنود المجهولين من صحفيين ومخرجين وفنيين. وموظفين وعمال موزعين بين مكنة المطابع، وثنايا الورق لينتجوا لنا من عرقهم كل الحب والاستقرار للوطن.
وللقارئ الذي نعول عليه وعلى دعمه تعظيم سلام.
*وزير الإعلام والثقافة والسياحة